تكنولوجيا
إن الاختيار الصحيح للأسلحة لتنفيذ مهمة معينة هو نصف المعركة لتحقيق إنجاز الواجب بشكل صحيح ، ولذا فقد
سعت الدول المتقدمة تكنولوجياً في تطوير صناعتها الحربية إلى
محاولة الحصول على الأسلحة والذخائر التي تستطيع أن تحقق إصابة الهدف من أول ضربة وتحقيق حجم التدمير المطلوب ، ولقد ميزت هذه الأسلحة والذخائر عن الذخائر الاعتيادية باسم الأسلحة الذكية وأحياناً الأسلحة عالية الدقة.
تحقق الأسلحة الذكية الجمع بين قوة عبوة النسف للمقذوف ودقة إيصال المقذوف إلى الهدف المحدد وفي مختلف الأحوال الجوية . ولذا فإن هذه الأسلحة تنوعت وجهزت بما يؤمن لها القدرة على التعامل مع بيانات الهدف والظروف المحيطة به. وتعمل الأسلحة الذكية كجزء من منظومة متكاملة، ولكل منظومة عناصرها المطلوبة التي تؤمن متطلبات عمل السلاح لتحقيق الغرض منه.
فلأجل تأمين عملية دقة توجيه الأسلحة الذكية نحو أهدافها وخاصة تلك التي تطلق من مسافات بعيدة أدخلت عليها منظومات التوجيه بالاستفادة من منظومة الأقمار (نافستار) لتحديد الموقع (Global Positioning System / GPS) ، وهذا النوع من الأسلحة حقق دقة تتفوق على الأسلحة الموجهة بأشعة الليزر (Laser Guide Bombs /LGBs) وتغلبت على تحديدات الظروف الجوية وألغت الحاجة إلى منظمة تمييز الهدف بالليزر.
الخلفية التاريخية
في عام 1944م (خلال الحرب العالمية الثانية) كانت الحاجة لتدمير هدف نقطوي إلى عدد (108) طائرة نوع (B – 175) أسقطت (648) قنبلة، وفي حرب فيتنام تطلب هدف مماثل (176) قنبلة، أما الآن فإن عدداً قليلاً من الأسلحة الذكية يمكن أن يؤدي هذا العمل والأسلحة الذكية اليوم تعزز خفة الحركة الإستراتيجية ، فعلى سبيل المثال تمكنت طائرات (C – 5) وبحدود ثلاث طلعات باليوم من تأمين كل الأسلحة الذكية التي استخدمتها القوات الأمريكية خلال حرب الخليج الثانية.
وفي الثمانينيات تم إنتاج مجموعة من الأسلحة الانتقالية بأعداد قليلة محمولة على أعداد محدودة من منصات (قواعد) الإطلاق، إلا أن عملية حرب الخليج الأولى أظهرت تأثير الأسلحة الذكية وعملت على معالجة النقص فيها وقامت القوات الجوية الأمريكية منذ ذلك الحين بمضاعفة القواعد (المنصات) القادرة على إطلاق الأسلحة الذكية إلى ثلاثة أضعاف، كما تم زيادة الاختراعات في مجال الأسلحة الذكية بمقدار (25%) أكثر من مستويات ما قبل الحرب وتطوير أجيال جديدة من الأسلحة الذكية مع زيادة دقتها وقابليتها للعمل في ظروف الطقس المختلفة
الأسلحـــة الذكيــة:
إن الذخائر الموجهة بدقة Precision-guided Munitions (PGMs) و الذخائر الذكية والقنابل الذكية والقنابل الموجهة (GPUs) هي أسلحة موجهة مخصصة لإصابة هدف معين بدقة مع التقليل من الأضرار التي قد تحدث للمنشات أو للمرافق الأخرى الغير مستهدفة وبالتالي التقليل إلى حد ما من الضرر الذي قد يحدث للمدنيين . و الأسلحة الموجهة الذكية هي في الأصل كانت أسلحة اعتيادية غير موجهة وبعد أن تم تجهيزها بأنظمة التوجيه أصبح يطلق عليها (الأسلحة الذكية) . كما أن القنبلة الموجهة تختلف عن الصاروخ الموجه ، فالقنابل الموجهة لا تحتوي على محرك دفع مثل صواريخ كروز وإنما تكتسب طاقة اندفاعها من سرعة الطائرة التي أطلقتها وتسقط تحت تأثير الجاذبية الأرضية وتعمل الأجنحة على الحفاظ على استقرارها في مسارها.
إذاً الأسلحة الموجهة الذكية هي صاروخ أو قنبلة أو قذيفة مدفعية مجهزة بمنظومة توجيه تؤمن إيصالها بدقة إلى الهدف المحدد لها مسبقاً .