عزز الجيش المالي انتشاره في شمال البلاد بالرجال والسلاح لضمان امن منطقة ينشط فيها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ومجموعات الطوارق المسلحين، على ما افادت مصادر متطابقة.
وافاد مصدر اداري مالي ان "الجيش المالي نشر في الشمال رجالا وعتادا واكثر من 200 آلية ".
وشوهد ضمن الانتشار العسكري طائرتين مقاتلتين من طراز ميغ في مطار غاو، شمال مالي، في حين تقوم طائرتان صغيرتان بطلعات استكشافية انطلاقا من تمبكتو، احدى بلدات المنطقة.
وصرح ضابط مالي عضو في قيادة الاركان العملانية في غاو ان "رجالنا اليوم في تنزاواتن (شمال) لضمان امن البلاد" دون مزيد من التفاصيل حول عديد القوات.
واضاف المصدر العسكري ان المتمردين الطوارق العائدين مؤخرا من ليبيا الى مواقع قرب تنزاواتن، تركوا بسرعة المواقع التي كانوا فيها مع وصول القوات الحكومية مؤكدا "عندما وصل رجالنا رحل من كانوا هناك".
وصدرت المعلومات حول هذا الانتشار غداة نشر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي بيان هدد فيه بقتل رهائنه الغربيين الخمسة المخطوفين في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر في شمال مالي، وهم فرنسيان وسويدي وجنوب افريقي يحمل الجنسية البريطانية وهولندي.
وقال البيان "نوجه تحذيرا الى فرنسا وبريطانيا وهولندا والسويد، بأن موافقتهم على هذه العملية (العسكرية) بمثابة قتل رعاياهم وانتهاك حياتهم يتحملون مسؤوليته".
وتحدثت معلومات من مصادر عسكرية ودبلوماسية في باماكو مؤخرا عن انتشار عسكريين جزائريين في شمال مالي "لمساعدة" الجيش المالي في مكافحة "انعدام الامن والارهاب".
وقد شكلت الجزائر وموريتانيا والنيجر ومالي، البلدان الاكثر تضررا من نشاطات تنظيم القاعدة الذي اقام قواعد في شمال مالي، في نيسان/ابريل 2010 لجنة اركان عملانية مشتركة مقرها في تامنراست (اقصى جنوب الجزائر).
وتهدف اللجنة التي لديها ايضا مركز استخبارات في العاصمة الجزائرية، الى تحسين تنسيق العمليات بين الجيوش الاربعة في مكافحة الارهاب والتوصل الى شن عمليات مشتركة في كل البلدان المعنية.
وتفاقم عدم الاستقرار الناجم عن نشاطات تنظيم القاعدة في بلاد المغربي الاسلامي في شمال مالي مع عودة المتمردين الطوارق الماليين من ليبيا حيث قاتلوا في صفوف الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
ويذكر أن مالي اتهمت في وقت سابق جبهة البوليساريو باستخدام اراضيها لعمليات خطف وتهريب المخدرات، مشيرة ايضا الى علاقة بعض الصحراويين بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.
واوضح مصدر مقرب من الحكومة ان مالي "غاضبة" من "بوليساريو" وتريد ان تبقى على مسافة متساوية من هذه المنظمة والمغرب.
وضم المغرب الصحراء الغربية وهي مستعمرة اسبانية سابقة، في 1975.
واظهرت وثيقة لاجهزة الامن المالية اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية ان " شابين صحراويين متورطين في خطف فرنسيين اثنين في 24 تشرين الثاني/نوفمبر في هومبوري شمال شرق مالي".
وتوضح الوثيقة التي تحمل عنوان "القاعدة في مخيمات البوليساريو" ان "مالي لديها ادلة على تورط عناصر من الجبهة في تهريب المخدرات على المستوى الاقليمي".
وتشير وثيقة الامن المالي الى ان صحراويين اثنين "متورطان" في العملية جاءا من مخيمات اللاجئين في تندوف جنوب غرب الجزائر، وانهما " تأثرا باسطورة حكيم ولد محمد امبارك المكنى حذيفة، احد الوجوه البارزة في فرع البوليساريو لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب".
ونددت باماكو مؤخرا "بالدخول غير القانوني" لعناصر مسلحة تنتمي الى البوليساريو الى اراضيها لقتل رجل وخطف عدة اشخاص اخرين، جميعهم متهمون "زورا" من قبل الجبهة بالمشاركة في خطف الاوروبيين الثلاثة.
وقال امادو ديري عضو المجلس البلدي في تومبوكتو (شمال مالي) غاضبا "هذه المرة الثانية على الاقل التي ياتون فيها لزرع الفوضى. المرة الاولى كانت بسبب خلاف بين مهربي المخدرات (في 2010) هم (الصحراويون) متورطون فيه".
وردت البوليساريو بالقول انها اوقفت خلال العملية التي قامت بها في مالي، عشرة اشخاص بينهم ماليين متورطين في خطف الرهائن الاوروبيين في تندوف.
ونسبت الجبهة عملية الخطف هذه الى القاعدة في المغرب الاسلامي، مؤكدة ان الخاطفين وفدوا من مالي واقتادوا رهائنهم اليها.
ويرى مراقبون ان البوليساريو حاولت من خلال عملية مالي استرجاع الرهائن، لكنها حاولت ايضا ان تظهر انها لم تقف مكتوفة الايدي في مواجهة القاعدة في بلاد المغرب.
رابط الموضوع : http://www.assakina.com/news/news2/12076.html#ixzz1jScBfqI7