لقد انتهت عملية عين امناس او دخلت في مراحلها النهائية .. عسكريا وتكتيكيا قد تكون العملية ناجحة بعد تحرير قسم مهم من الرهائن ومقتل الخاطفين وعدم تحقيق مطالبهم الميدانية .. ولكن ماذا عن الصعيد الاستراتيجي ؟
ان تحليل العملية ونتائجها يقود الى معرفة من يقف ورائها
الهدف منشأة بترولية ينشط بها شركات متعددة الجنسيات
المكان الجنوب الجزائري وقرب الحدود الليبية
نوع العملية : اغارة مدبرة تتحول الى احتلال موقع والتحصن فيه مع اخذ رهائن غربيين من جنسيات مختلفة
المنفذ : جماعة مسلحة "اسلامية" تعلن ان العملية ردا على الحرب الفرنسية في مالي
نتيجة العملية الارهابية : نجاح القسم الاول من العملية بشكل باهر حيث تم التغلب على النظام الامني والسيطرة على المنشأة واخذ رهائن غربيين بالعشرات والتحصن في المكان
من المعروف جيدا للجميع ان الجزائر لا تتفاوض مع الارهابيين ولا تدفع الفدية ولا تلبي مطالبهم وتجلى ذلك جيدا في قضية القنصل الجزائري المختلف في مالي رحمه الله مما يعني ان الخاطفين كانوا يعلمون جيدا انه لا مجال من هذه الناحية
المنشأة البترولية حساسة ومن غير الوارد ان يتمكن الخاطفون من خطف الرهائن والهروب بهم بهكذا بساطة لان المنشأة مترامية الاطراف والسيطرة على الافراد المتواجدين بها لوحدها تحدي كبير لمجموعة صغيرة من الارهابيين ( حوالي 20 ارهابيا )
اذن كل هذا يقود الى الاستنتاج ان مدبر العملية الرئيسي كان يعرف جيدا ما سيؤول اليه السيناريو
ولكن من يخدم هذا السيناريو ؟
معلوم جيدا ان مثل هذه العملية لا يمكن ان توقف فرنسا عن الحرب في مالي بل سوف تزيدها تصميما كما ان الاخبار تفيد ان فرنسيا ضمن المجموعة الارهابية
وهذا يعني ان فرنسا هي المخطط الرئيسي والحقيقي للعملية على هذا النحو :
- فرنسا بمصالح الامن الخارجي التابعة لها اخترقت الجماعة منذ زمن واستطاعت التحكم بها بطريقة او باخرى
- لما كان التجاوب الجزائري محدودا ولا يرضي فرنسا قررت الضغط على الجزائر بطريقتها الخاصة
- تم تخطيط وتدريب المجموعة على العملية ودعمها بمعلومات استخبارية دقيقة من طرف " مخابرات المجاهدين " يعني المخابرات الفرنسية بوسائلها عالية التقنية وبالوسائل البشرية المتاحة بحكم تغلغل فرنسا نظرا لتواجد العديد من مصالحها في الجزائر
- تم بطريقة ما احباط النظام الامني للمنشأة عبر عملاء من داخلها في شكل عمل تخريبي او نشاط هدام
- تم استغلال عيوب خطيرة في مخطط الامن الجزائري الذي تنفذه قوات الدرك والقوات الجوية وحرس الحدود
====> بمجرد نجاح القسم الاول من العملية وهو السيطرة على المنشأة واحتجاز الرهائن تكون الاهداف الاستراتيجية الفرنسية قد تحققت وهي :
1- اظهار الجزائر بموقف العاجز عن حماية المصالح الاجنبية على اراضيها وهذا موقف خطير جدا يضعنا تحت اشكال من الوصاية الاجنبية والتدخل في السيادة الوطنية
2- اظهار صحة موقف فرنسا في الحرب على الارهاب واستجلاب الدعم الدولي لها وهذا ما تريده لخوض حرب طويلة الامد في مالي
3- ارغام الجزائر على مزيد من التعاون كي لا تظهر بمظهر المتخاذل والمعطل للحرب على الارهاب
النتيجة النهائية لما حدث
- انتصار فرنسي باهر
- صفعة مدوية للجزائر