مفهوم المعلوماتية في الحروب الحديثة, أو بما يسمى بالحرب السبرانية أو السبرنتكية, يعد عامل حاسم في العديد من الأوضاع فيما يخض الحروب المستقبلية, لكن يجب أن نعرف أنه ليس حاسم لهذا الدرجة, إذ أن الحرب الإلكترونية لها عدة مستويات و مدى تأثيرها سيتوقف على مدى إعتماد دولة معينة على الإلكترونيات و المنظومة المعلوماتية في تسيير شؤونها الاقتصادية و العسكرية إلى غير ذلك من الأمور.
يمكننا أن نعطي هنا نموذج بسيط عن مدى أهمية النطاق المعلوماتي, أو نعرف مدة التاثير الذي سيسببه إنهيار النظام الإلكتروني لدولة معينة بشكل كامل, و من أجل هذا, سنفترضوجود أ و ب في تخاصم و لنفترض أن أ لها تفوق تقني كبير و تستند إلى التقنية في حوالي 90% من صارعها العسكرية, بينما ب تستند إلى حوالي 15% في صراعها العسكري و هذا يعني أن الأمر سيقتصر على الأسلحة الميكانيكية و الثقيلة.
هنا نفترض إنفجار قنبلة كهراسيطسية فوق موقع أو مواقع كل من أ و ب, و بشكل بديهي سنجد أن الجهة أ و التي كانت تعتمد بشكل فائق على التقنية في تسيير أمورها الاقتصادية و الاجتماعية ... ستنهار مسببتا خسائر مادية ولوجيستية و بشرية كبيرة إذ أن مفهوم
الميكاترونيك هنا في المنظومة عمل البلد لم تعد متاحة بينما الجانب ب الذي لم يكن يعتمد كثير على التكنولوجيا و لم يربطها كثيرا بالمرافق الحيوية, فإن النتائج و الخسائر من هجوم كهراطيسي محتمل لن يكون كبير.
باختصار يجب أن نفهم أن السبرنتكية و التي أصبحت تسير الاقتصاد من أ إلى ب هذا إلى جانب الأمور العسكرية و الاجتماعية, لا يمكن إعتبارها توفق خالص من النواشب, إذ أنه في الحروب المستقبلية, الإعتماد على التقنية في ضل تطور القنابل الكهراطيسية سيصبح عديمة الفائدة في الصراعات المستقبلية, و نحن هنا نتكلم على الصراع العسكري المفتوح لا الصراع البارد.