نص مقتبس و مترجم من كتاب (الحرب العسكرية وحرب العصابات في الجزائر) ص 50-51
Militaires et guérilla dans la guerre d'Algérie
(..... بالنسبة لفرنسا، في عام 1954، كان الجيش الفرنسي يخوض حربا في الجزائر لا علاقة لها بالحرب (الكلاسيكية) أو الحرب النووية كما كانت في ألمانيا .
السفير البريطاني في باريس، غلادوين جيب Gladwyn Jebb (لاحقا اللورد جلادوين يتبع الحزب الليبرالي)، قد كتب حول هذا الموضوع في 7 مارس 1956 الى رئيس الوزراء السير انتوني ايدن: (وضعية الجيش الفرنسي خلال العامين الماضيين سيئة في الجزائر، و يرجع ذلك حقيقة الى أن الجزء الأكبر من مواردها البشرية اتبعت دورة تدريبية للقتال و دخول حرب شرسة، حرب من الدرجة الأولى ، مجهزة بمعدات ثقيلة وقوة ميكانيكية عالية )
وكان هذا النوع من الحرب لا علاقة له، يقول غلادوين جيب، مع حرب العصابات الصغيرة التي أصبحت الشغل الشاغل للجنود الفرنسيين والقيادة العليا، محاولة منهم تكييف الجيش سريعا مع هذه الظروف الجديدة.
في الواقع، لاحظنا نحن البريطانيون انه يجب على الجيش الفرنسي يقوم بتعديلات سريعة للتكيف مع الوضع الجديد ليستطيع مواجهة نوع من الحرب السياسية ، و التي اضطررنا نحن البريطانيون سابقا إلى تحملها وتجاوزنها مؤخرا في ماليزيا و الى حد ما ايضا بكينيا
في أوائل عام 1957، ضابط كبير في الجيش البريطاني، الكولونيل ويلسون Wilson ، ذهب في مهمة الى الجزائر ووجد أن تعزيزات وفئات جديدة (خاصة من الرجال) التي عسكرت في وهران والجزائر العاصمة لا تزال بطيئة في اعتماد الوسائل والتقنيات المطلوبة في (الحرب التخريبية)، إجتمع الضابط البريطاني مع الجنرال اندريه دولاك André Dulac ، رئيس أركان المنطقة العسكرية العاشرة، هذا الاخير الذي قادة العملية البرية في منطقة تبسة يقول : هناك الكثير من الضباط الذين التحقوا بمنطقة العمليات استطاعوا بصعوبة بالغة استخدام تقنيات مبتكرة وتبني نظرة جديدة، و يتقاسم وجهة النظر هذه، الجنيرال لوط Loth ، نائب رئيس قيادة المنطقة 10،حيث اعتمد كلا الجنرالين بشكل كبير على إعداد أفضل و تدريب أكثر فعالية، مثلما ارادها الجيش الفرنسي ان يعطيها لضباط عديمي الخبرة كانوا يزاولون تكوين عملي لتعلم تقنيات ضد حرب العصابات و تقنيات الحرب التخريبية لأول مرة في 1957 بمركز أرزيو