كتيبة مضادة للطائرات مشرف لـــواء
عدد المساهمات : 6567 نقاط : 7435 سمعة العضو : 232 التسجيل : 28/06/2009 نقاط التميز : 40
| موضوع: دراسة عن سبب اخفاق الجيش الالماني في صد الهجوم السوفياتي 1943 - 1945 الثلاثاء ديسمبر 09, 2014 1:15 am | |
| توطئة : بدئت الحرب العالمية الثانية بغزو الماني لبولندا ( بولونيا ) وانضم اليها الاتحاد السوفياتي في الهجوم وتقاسم الاراضي البولندية فيما يبدو انه استراتيجية سوفياتية لتاخير المواجهة مع الجيش الالماني وترك الغربيين يواجهونه اولا على امل دخول الحرب في فترة لاحقة وتحقيق الاهداف باقل قدر من المخاطرة والخسائر ولكن هتلر لم يكن غافلا ازاء هذه المعطيات وبادر الاتحاد السوفياتي بالهجوم فيما يعرف بعملية بارباروسا التي بدئت يوم 22 جوان 1941 بهجوم ونصر كاسح للجيش الالماني وتوغل سريع في اراضي الاتحاد السوفياتي في البداية ولكن مقاومة بعض الوحدات العسكرية الروسية ولجوء القيادة السوفياتية الى تدابير صارمة ادى الى ابطاء الهجوم الالماني الى غاية وصول فصل الشتاء ومع عدم اعتياد الالمان على البرد القارص وطول خطوط الامداد وغياب الطرقات المعبدة في الاتحاد السوفياتي وجد الجيش الالماني نفسه في صراع استنزاف مرير ضد الجيش السوفياتي الذي يفوقه عددا واحتياطات وصمد الجيش السوفياتي في ستالين غراد رغم تفوق الجيش الالماني ونقص السلاح حيث كان يدفع بالرجال دفعا الى الموت ويقال لهم صراحة "تعطى بندقية واحدة لكل جنديين الاعزل يتبع حامل البندقية عندما يموت يلتقط السلاح ويطلق النار " وكانت الشرطة العسكرية بالمرصاد لكل منسحب او متراجع فالاوامر هي اما اكتساب اراض جديدة او الموت ولكن ليس الانسحاب وهذا ما ادى الى مذابح جماعية في صفوف الجنود السوفيات ولكن مع ذلك فقد اوقف الجيش الالماني الذي كان يتوقع قتالا كلاسيكيا ونصرا سريعا في المدينة ومع تلاشي صدمة الهجوم الالماني وفقدانه الزخم بدا الجيش الاحمر في التقاط انفاسه حيث المصانع البعيدة عن ساحة المعركة تنتج السلاح والذخيرة بلا توقف على مدار الساعة واخيرا تم الحاق الهزيمة بالجيش الالماني وتدميره في ستالين غراد وكانت نقطة التحول حيث تحول الجيش الالماني الى وضعية الدفاع العام منذ 1943 الى غاية 1945 وفشل باستمرار في صد الهجوم السوفياتي الى ان وصل الى برلين واحتلها منهيا بذلك الحرب في اوروبا
اسلوب الهجوم للجيش الاحمر : اعتمد الجيش الاحمر الى اسلوب الهجوم بالموجات البشرية مع تفوق عددي واضح لصالحه ضد المدافعين وكانت الدبابات تواكب المشاة في تشكيلات مختلطة فيما تلعب المدفعية دورا رئيسيا عن طريق تمهيد ناري كاسح ضد المواقع الالمانية تستعمل فيه الذخيرة بكميات مفرطة ويستمر الهجوم الى غاية تحقيق اهدافه مع توقع وقبول وقوع اعداد كبيرة من القتلى
اسلوب الدفاع للجيش الالماني : ازاء التفوق العددي الكبير للسوفيات وجد الجيش الالماني نفسه مجبرا على التحول الى وضعية الدفاع حيث لجأ الى انشاء الخطوط الدفاعية المتعاقبة التي تتكون من المرابض والخنادق والاقبية المحصنة والمواقع المجهزة لاطلاق النار لمختلف الاسلحة مع اللجوء الى اطلاق كل الاسلحة المتوفرة في محاولة لصد الهجوم الكاسح
خصائص اهم الاسلحة السوفياتية للقوات المهاجمة : ضم الجيش السوفياتي الكثير من القناصين بالاضافة الى تميز المسدس الرشاش ppsd-41 الذي كان مخزنه يحتوي على 71 طلقة بالاضافة الى دقته وقد تفوق على المسدس الرشاش الالماني mp-40 اما المدفعية فقد اعتمدت على اعداد كبيرة من المدافع الميدانية المجرورة بالاضافة الى راجمات الكاتيوشا التي استعملت بكثافة وشكلت عاملا نفسيا مهما ضد الجنود الالمان اضافة الى تاثيرها الميداني بينما استعملت الدبابات بكثافة وساعد في ذلك بساطة التصميم وكثرة التصنيع اما السلاح الجوي فقد استفاد من المقاتلة القاذفة التكتيكية اليوشن-2 والتي كانت مدرعة ومحمية ضد طلقات الاسلحة الصغيرة لتقوم بالهجمات المنخفضة وكان تسليحها يضم القنابل والقذائف الصاروخية والرشاشات مع وجود رامي خلفي لحماية الطائرة من طائرات العدو اثناء قيامها بالهجوم الارضي
خصائص اهم الاسلحة الالمانية : تمحور الدفاع الالماني حول الرشاش mg-42 وهو رشاش فعال جدا ولكن المشكلة ان السوفيات يركزون عليه ويستهدفونه بالقناصة والدبابات لانهم يعرفون انه عند تدمير الرشاش لن يصمد بقية الجنود المسلحين ببنادق غير الية ولا نصف الية امام الهجوم الكثيف
بينما شكل المدفع الالماني من عيار 88 ملم خطورة على الدبابات السوفياتية ولكنه كان ضخما ومعرضا جدا للهجوم الجوي من طرف طائرات الاليوشن الاسلحة المضادة للطائرات وضعت على الخط الامامي واطلقت في محاولة لصد الموجات البشرية وهي استراتيجية فعالة بسبب مدى السلاح وكثافة نيرانه ورصاصه المتفجر ولكن تلك المدافع كان عليها ايضا عبئ الحماية من الهجوم الجوي نظرا لخروج سلاح الجو الالماني من المعركة بشكل كبير بسبب شح الوقود البنادق الالمانية شكلت نقطة سوداء وسببا رئيسيا في فشل الدفاع حيث سلح الجنود الالمان ببنادق يدوية حيث كان على الجندي بعد ان يطلق ان يقوم باخراج الفارغ ولن تكن العملية تلقائية ما ادى الى انخفاض معدل النيران
النتيجة : النتيجة كانت نفسها دائما وهي هجوم سوفياتي ومحاولة المانية لوقفه وفشل الماني وتراجع ومحاولة جديدة وهكذا
تحليل اسباب الفشل الالماني :
1- السلاح الالي : لم يتوفر لدى الجيش الالماني رشاش الي متوسط الى ثقيل من اجل استهداف المشاة السوفياتية من مديات كبيرة خارج مدى اسلحتهم الخفيفة كما انه لم يتم تعميم البندقية الالية الالمانية stg-43/44 على القوات رغم انها كانت تطلبها 2- المدفعية : استخدام المدفعية الثقيلة في استهداف المشاة المهاجمة هدر للذخيرة والموارد والافضل مدافع اصغر عيارا ولكن ذات معدل نيران اعلى واسهل الى الاخفاء والمناورة بها والتركيز على مدافع الهاون صغيرة الحجم ونشرها بكثرة 3- الدبابات : الدبابات لا تفيد في محاربة المشاة دفاعا او هجوما فهذا يشبه محاربة الناموس بالعصي وهو امر غير مجدي 4- الدفاع الجوي : لم يظهر اي استعمال الماني للرشاشات المتوسطة والثقيلة الفردية مثل الدوشكا السوفياتي وهو ما كان يمكن ان يسقط الكثير من الطائرات ويصعب الهجمات المنخفضة 3- القناصون : لم يلجا الجيش الالماني الى الاستثمار في سلاح القناصة بالشكل المطلوب
ما الذي كان يجب او يمكن عمله ؟ :
1- تعميم البندقية الالية stg-43/44 واعطاء الالولوية لها وعلى الاقل استبدال البنادق القديمة بنادق نصف الية 2- تحسين مخزن ذخيرة السلاح mp-40 عبر اعتماد مخزن دائري لسعته الكبيرة وطوله المقلص 3- تصميم مدفع اخف من المدفع 88 ملم واثقل من المدافع الموجودة لكي يلعب دور المدفع المضاد للدبابات والطائرات معا على غرار المدفع السوفياتي 57 ملم 4- تزويد الطائرات بالقذائف الصاروخية والرشاشات الثقيلة لكي تلعب دور مدمرة الدبابات مثل الطائرة الامريكية p-51 فطائرة واحدة من ذلك النوع يمكنها في طلعة واحدة تدمير العديد من الدبابات 5- التقليل من صنع الدبابات الثقيلة واعادة تخصيص الموارد لخدمة النقاط السابقة وهذا ماكان يعارضه هتلر بسبب جنون العظمة لديه 6- زيادة عدد القناصين وتزويدهم بسلاح نصف الي مناسب 7- اللجوء الى القوات الخاصة لتخريب خطوط الامداد ومهاجمتها باستمرار 8- الاستغلال الاقصى للجندي عبر اعطائه بندقية ومسدس او مسدس رشاش للقتال بطريقة فعالة على كل المديات
الخلاصة :
فشل الجيش الالماني في التكيف مع الاوضاع وراء فشله في وقت الهجوم السوفياتي وخسارة الحرب
تم اللجوء الى محاكي ofp لمحاكاة العمليات العسكرية الاشرطة الوثائقية التاريخية |
|