حققت الأزمة المالية العالمية ما أرادته روسيا منذ فترة طويلة، وهو إقناع بلدان العالم الغربي بفتح أسواقها أمام المستثمرين الروس. وأخيرا حصلت روسا متمثلة في بنك "سبيربنك" (بنك التوفير) على 35% من أسهم شركة أوبل الألمانية. وتعتبر شركة أوبل بمثابة القاعدة الأوروبية لشركة "جنرال موتورز" الأمريكية. ولأن الشركة الأمريكية تعاني من تداعيات الأزمة المالية في الوقت الراهن فإنها وافقت على بيع قاعدتها الأوروبية إلى كونسورتيوم دولي يضم شركة "ماغنا" النمساوية - الكندية و"سبيربنك". وقالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل للصحفيين إنها والرئيس الأمريكي باراك أوباما أجمعا خلال اتصال هاتفي على وجوب إنقاذ "أوبل" التي يهددها خطر إعلان الإفلاس بأي ثمن. ومن المنتظر أن تتم الصفقة التي تحصل "ماغنا" بموجبها على 20% من أسهم شركة أوبل بينما يحصل "سبيربنك" على 35%، وتحتفظ "جنرال موتورز" بحصة 35%، ويحصل العاملون في الشركة الألمانية على 10% من أسهمها، بعد شهرين. ويضم الكونسورتيوم الذي أصبح مالكا جديدا لشركة أوبل، إلى جانب "ماغنا" و"سبيربنك"، مجموعة "غ. أ. ز" الروسية لصناعة السيارات. وقال متحدث باسم مجموعة "غ. أ. ز" إن مصنعها في مدينة نيجيني نوفغورود يستطيع إنتاج 180 ألفا من سيارات "أوبل" سنويا. ("ر ب ك ديلي" و"فريميا نوفوستيه" 1/6/2009 وافقت الحكومة الألمانية على صفقة تتيح للإئتلاف الذي يضم "ماغنا" الكندية ومجموعة "غاز" ومصرف "سبيربنك"
الروسيين الاستحواذ على "أوبل" وتمويل الخطة، وذلك في سياق جهود حكومية لإنقاذ فرع "جنرال موتورز" الأوروبي من الإفلاس
فجر جديد استقبلته "أوبل" للسيارات وزال كابوس الإفلاس عنها، لينعم 20 ألفا من موظفيها في ألمانيا بنوم هادئ. فبعد
مباحثات مضنية حول تقرير مصير أوبل بين الحكومة الألمانية ومالكتها "جنرال موتورز" والمتنافسين على شرائها،
وافقت الحكومة الألمانية على إعطاء الضوء الأخضر لصفقة تستحوذ من خلالها "ماغنا" الكندية النمساوية لصناعة
السيارات متحالفة مع مصرف "سبير بنك" ومجموعة "غاز" الروسيين على "أوبل".
ستقدم ألمانيا من جانبها تمويلا مرحليا بمليارين ومئة مليون دولار لاستمرار "أوبل" بالعمل والتحالف الكندي الروسي
مستعد لاستثمار 700 مليون دولار
حصة الأسد في هذه الصفقة من نصيب مصرف "سبيربنك" الروسي الذي سيمتلك 35% من "أوبل" ومثل هذه الحصة
تبقى لـ"جنرال موتورز" و20% لـ "ماغنا" الكندية ،والجزء المتبقى لعمالها.
التحالف الروسي الكندي هنا أمر طبيعي فـ"ماغنا" و"غاز" تربطهما شراكة قديمة ولاعجب هنا أن يدخل "سبيربنك"
الصفقة فهو الممول الأكبر لمجموعة "غاز" الروسية.
ويؤكد الخبراء أن المستفيد الأكبر من هذه الصفقة هو قطاع السيارات الروسي الذي طالما تشارك مع الشركات الغربية
مثل "رينو" و "فيات" للنهوض بهذا القطاع،
فـ"أوبل" تمتلك خبرة كبيرة عمرها 100 عام ستحصل عليها مجموعة غاز الروسية وذلك عبر تقديمها لخطوط انتاجها لصناعة سيارات "أوبل".
مازالت هناك تفاصيل بحاجة إلى التسوية لاتمام الصفقة ولكن في حال انجازها ستكون تجسيدا لعلاقات الثقة التي تربط
روسيا والمانيا على مدى عقود طويلة ، فمن جهة سيحافظ 20 الف ألماني على لقمة عيشهم وستفتح لـ "أوبل" سوق
روسية واسعة ومن جهة أخرى ستعزز هذه الصفقة قطاع السيارات الروسي بالاستفادة من خبرات "أوبل" التي قد ترفع
انتاجها بخطوط مجموعة "غاز" إلى 180 ألف سيارة سنويا.
و من جهته اوضح رئيس مصرف "سبيربنك" الروسي غيرمان غريف في لقاء خاص مع قناة (فيستي) الروسية
ان صفقة شركة "ماغنا" لشراء شركة "اوبل" مفيدةٌ من ناحية تقنيات الشركة الالمانية المتطورة.
وقال غريف إن :" مشاركة "سبيربنك" الروسي في صفقة شراء أوبل ينبغي أن تساعد في تحديث صناعة السيارات
في روسيا واعادة هيكلتها، وهي فرصة جيدة لروسيا في الحصول على تقنيات متطورة من المنتجين الأوروبيين بأسعار زهيدة".
وفيما يخص الخدمات التي يقدمها المصرف كشف غريف ان "سبيربنك" سيبدأ بتقديم قروض لزبائنه بشروط جديدة
وميسرة ، اذ رفع من حجم القروض مع تمديد فترة السداد الى خمسة اعوام، مشيرا الى ان القروض متأخرة الدفع تشكل 3% من اجمالي القروض.
و السؤال المطروح الان , هل ستضيف هذه الشراكة لمسة تكنولوجية على صناعة السيارات الروسية ؟ أما أن
الشركاء الروس سوف يكتفون بالارباح المالية في حالة نشوئها ؟؟