size=12] [right]تجيش في نفوسنا مشاعر الحيرة واللهفة على وطننا الغالي, وتحز في قلوبنا أسمى وشائج الروح الوطنية الراسخة,رغم هزات المحن ,وآلام المعاناة..
إنها وطنية الأريحية الخالصة, وإرادة شرفاء الجزائر الخيرة, المتعالية فوق سفاسف الأمور وصغائر القضايا...
إن الجزائر لن تعلو لها همّة,أو تكون لها مكانة وكيان محترم ومهاب بين الأمم ,إلا بتضافر جهود أبنائها والتفاف الجميع حول مصالح وقضايا وطنهم العادلة والمصيرية...
فقد كاد أعداء الأمس وخونة الحاضر, للجزائر الكيد الكثير العظيم, جسدت همجيته وحشية التكالب العدائي على مصالحنا ومكاسبنا الوطنية الغالية, الذي أسال من العيون والقلوب الدم والدمع..
وهاهي سنين الجمر الضروس القاسية, تكشف وتفضح أمام قداسة ونزاهة التاريخ الذي نسخته التضحيات الجسام بحروف الوفاء والبسالة,كل الأقنعة والمخططات التآمرية التي شنت على شعبنا بجبن ودناءة فاقت كل التصورات والتخيلات ...إن الواقع الأليم الذي أسكن جراحه وشجونه في عمق الجزائريين الأوفياء, ليصعب حتما حصره في مجال دون آخر...لأنها المأساة الكبرى التي أدمت العين وأبكت الجنان..وربما تفوق حكايات كان يا مكان في سالف زمن الأحزان والأشجان..
فكثيرا ما تعترينا رغبة الخروج عن قيد الكلمات الصحفية والمصطلحات السياسية, باحثين بذلك عن المتنفس الذي يجلي عنا هموم الانشغال وأثقال الواجب وهموم الحمل الذي ينوء به كل من أدرك رسالته اتجاه وطنه وأمته.. إننا نعتد بسلاح القلم والكلمة في سبيل نصرة الوطن والذود عن حماه المستهدف من كل جهة وصوب...ونستلهم من أثر هما شرف التفاني في خدمة وبناء الجزائر الغالية..
فقد لاتسر عزيمتنا المتغلغلة ووطنية قيمنا النوفمبرية الراسخة, قوى الشر وأذناب الفتنة والتفرقة,وقد يكون وقع كلامنا ونشاطنا عليهم وقعة الصاعقة والظهر القسيم ,ولكنه عهد نقطعه ,وقسم عظيم نتشرف بالنهوض على أمانته الجليلة أمام الله والشعب والتاريخ بالوفاء للوطن ومقدساته الحضارية ,ونصرة قضاياه ومصالحه المصيرية بالغالي والنفيس ..
فإن كانت الروح الوطنية مجرد شعار ونفحات عابرة عند البعض ,ممن لا يتذكرون الوطن إلا ساعة المناسبات والاحتفالات الوطنية,ولا يبذلون في سبيله غير المطامع والأماني الضيقة..فإن الجزائر في هذه النقلة النوعية من التحولات المتسارعة,في أمس الحاجة لطاقات وتكاتف كل أبنائها لتجاوز جراح المآسي وأخطاء الماضي ..
إننا نبشر ونطمئن,تجار الوحدة الوطنية ,وسامسرة الدم والفساد ,بأن كل غد لناظره قريب ,وأن جيل نوفمبر الأشاوس جاثم بالمرصاد لعمالتهم ومكائدهم ..وأنهم سيهزمون ويدحرون ويولون الخزي ولعنة الشعب وعار التاريخ ,ولن يكون في جزائرنا الحبيبة مكان للمغامرين بأمن واستقرار الأمة المتعطشة للسلم والعافية .
فلابد للنخب الجزائرية المتنوعة من تحمل مسؤولياتها المصيرية النبيلة اتجاه الوطن الغالي للحفاظ على مكاسبنا الوطنية الغالية.. ولا بد لهيبة الدولة وسيادة القانون أن تردع كل محاولات ومس بهذه المقدسات ..
لقد أكدت كل الأحداث المتعاقبة التي مرت بها الجزائر ,بحلوها ومرها ,بأن لهذه الوطن الصامد ,رجال وحماة بسال ,لن يتوانوا عن النصرة والفداء...ولن يهنوا أو يستكينوا لقوى الشر والفساد التي لا هم لها غير المتاجرة بحقوق أبناء وطني ومصالحهم المصيرية..
فإن كان هؤلاء المتنكرون المرتزقة, قدرنا, فإن أسود جزائر الأبطال كفيلة بهم عاجلا أم آجلا, وستطالهم عدالة السماء والتاريخ لامحالة
والتاريخ..وإن كنا نحن قدرهم ,فإنه لشرف عظيم نتكرم به كي نكون لهم بالمرصاد والصدّ في كل الظروف والأحوال..
فإن كان لا بد من التضحية يوم,فلابد من أن نفتدي الوطن وأن نبذل في سبيل رقيه واستقراره الغالي والنفيس...