تحديث سلاح المدرعات اللبناني امر حسن لكنه لا يخدم الاستراتيجية الدفاعية اللبنانية : فمن وجهة نظر عسكرية نجد ان الدبابة آلة متطلبة كثيرا فهي تستهلك الكثير من الوقود وتحتاج الى الكثير من الذخيرة ولا بد من تامينها بمرافقة من سلاح المشاة او المشاة الميكانيكية كما انها تحتاج لغطاء جوي يمنع تدميرها من الجو وهذا لا يتوافق مع امكانيات وموارد الجيش اللبناني قليل العدد وضعيف الميزانية ونفس الشيئ بالنسبة لتلك العشر طائرات ميج-29 التي كان من المقرر تسلمها
- ما يخدم الجيش اللبناني حقا هو سلاح متطور مضاد للدروع وسلاح للدفاع الجوي خفيف الحركة فتخيلو كم يغطي ثمن دبابة تي-72 واحدة من قواذف مضادة للدبابات ؟ وكم تغطي كلفة طائرة ميج-29 واحدة من صواريخ محمولة على الكتف مضادة للطائرات ؟ واعتقد ان هذه الاسلحة على بساطتها قادرة على تغيير ميزان القوى بشكل ملموس بتكاليف اقل وفعالية اكبر لكن ما يعيق تسليح الجيش اللبناني بها هو العقبات السياسية .
-امتلاك لبنان لعشرة او حتى مائة طائرة لن يوفر له الحماية بل ستصبح طائراته وقواعده الجوية هدفا يوميا للتدريب من طرف سلاح الجو الصهيوني فما فائدة الطائرات من دون اسلحة مناسبة وقواعد محصنة وشبكة انذار راداري مبكر ومراكز قيادة واتصالات ....كما ان امتلاك لبنان لسرية او لواء مدرع لن يفيده في شيئ امام اسرائيل التي تمتلك 4000 دبابة ويزيد فهذه الاستراتيجية التسليحية هي مجرد مصيدة لتبذير اموال وزارة الدفاع اللبنانية....في المقابل لو امتلك الجيش اللبناني منصة واحدة من طراز سام-8 القديمة المضادة للطائرات فسيغير سلاح الجو الصهيوني استراتيجية طلعاته جذريا فوق لبنان دون ان تكون هناك حاجة الى انذار مبكر ومراكز قيادة كبيرة للدفاع الجوي التكتيكي في مراحله الاولى على الاقل ونفس الشيئ لو امتلك الجيش اللبناني بضع مئات من الار بي جي-29 والار بي جي-32 مع انشائات هندسية والغام مضادة للدبابات سيصنع حاجزا دفاعيا منيعا تتحطم امامه الدبابات الاسرائيلية بالمئات وليس فقط العشرات وارجو وصول هذا الكلام الى صناع القرار في الحكومة والجيش اللبناني ويتخذو خطوة شجاعة بتسليح جيشهم بشكل جدي وليس شكلي .