'الاهرام': حزب الله وحماس جلبا الدمار
ونرد عليه باللين، مثلما فعل زميلنا بـ 'الأهرام' سيد عبدالمجيد يوم الاثنين عندما قال عن حزب الله: 'ويكفي ما حدث على يد حزب الله من خراب لم يحمل تبعاته سوى البسطاء من الشعب اللبناني ولهذا يجب عدم الاستمرار في الخطاب التحريضي المصر على تجاهل مصائب هنية ومشعل وشركائهم الحنجوريين.
وعلى أية حال فإسرائيل تتحمل المسؤولية لأنها أولا صنعت حماس لتصبح بديلا لفتح وكان عليها أن تدرك أن حركة دينية لبست ثوب السياسة حتما ستنقلب عليها لا محالة فكيف تكون معها وهي أصلا مصنوعة كي تكون ضد المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا'.
أو مثلما قال زميلنا محمد السعدني في نفس العدد: 'لم تنفرج أزمة غزة إلا وفقا للمبادرة المصرية التي ظلت سيدة الموقف رغم أنف الجميع طوال العدوان الإسرائيلي الهمجي والتي أسفرت عن قمة شرم الشيخ التي بحثت امس سبل دعم الفلسطينيين للخروج بهم من آثار العدوان.
ومسكينة هذه الشعوب العربية ومغلوبة على أمرها، تحركها عواطفها الجياشة ويا لها من حكومات ذكية تلك التي تعرف كيف تركب موجة العواطف الشعبية لتزيد من الهيجان في الشارع العربي، 'زغرتي ياللي منتش غرمانة' مثل شعبي مصري هو شعار هذه الحكومات التي لم تعرف يوما سوى المزايدة على العطاء المصري غير المحدود لكل القضايا العربية وليس الفلسطينية فقط'.
'الدستور': قفشات الاعلام الرسمي
'مصر ضغطت وإسرائيل رضخت'
وإلى ردود الأفعال على القمم مثل قمة شرم الشيخ التي سخر منها يوم الاثنين رئيس التحرير التنفيذي لـ 'الدستور' زميلنا وصديقنا إبراهيم منصور بقوله: 'هل كان قرار وقف إطلاق النار الذي أعلنه السفاح الإسرائيلي إيهود أولمرت - رئيس وزراء الكيان الصهيوني - من جانب واحد بعد 22 يوما من الحرب والمجازر الوحشية في حق الفلسطينيين العزل استجابة لنداء الرئيس مبارك لإسرائيل في خطابه المفاجىء الذي بثه التليفزيون الحكومي ظهر أمس الأول؟!
بالطبع خرج علينا الإعلام الحكومي - وسيستمر في الأيام القادمة - بأن مصر ضغطت وإسرائيل رضخت، لكن اين كانت مصر والرئيس مبارك خلال الـ22 يوما من الحرب المستعرة والتي استخدمت فيها إسرائيل آلة عسكرية فتاكة وأسلحة محرمة دوليا، واعتدت على المدنيين وقصفت المساجد والمدارس التابعة للأمم المتحدة، وحولت غزة الى محرقة كبيرة؟!'.
هويدي: هكذا قادة مجللون بالخزي والعار!
أين كان الرئيس مبارك؟ ما شاء الله، وهل مطلوب منه أن يخبرك عن مكانه وتحركاته واتصالاته؟ وانت مالك؟ أما حكاية عجيبة صحيح، والأعجب منه قول زميلنا والكاتب الإسلامي الكبير فهمي هويدي في نفس العدد: 'المواطن العربي حين يستعرض شريط ممارسات القادة العرب منذ وقعت الواقعة في 27 كانون الاول/ديسمبر الماضي، فإنه سيدرك أن ذلك الشريط لا مكان له إلا ضمن الصفحات السود في التاريخ العربي، المجللة بمشاعرالخزي والعار، سيكون أول ما يصدم حقيقة أن القادة العرب لم يستفزهم الاجتياح الوحشي ولم يستنفرهم فتداعى وزراء الخارجية العرب لاجتماعهم الطارئ بعد أربعة أيام من بدء الاجتياح.
سيصدم المواطن العربي أيضا بأن تعارض أغلب الدول العربية الكبيرة فكرة عقد قمة لاتخاذ موقف موحد إزاء ما يجرى في غزة، وستتضاعف صدمته حين يعلم أن 'البديل' الذي طرح هو عقد قمة تشاورية على هامش القمة الاقتصادية المقررة في الكويت، إذ ستنتابه الدهشة ألا يجد بعض القادة العرب أن ثمة مبررا لعقد قمة طارئة بسبب المذبحة المستمرة والقصف الوحشي للقطاع ويفضلونها 'تشاورية' و'هامشية'، في حين يسارعون الى عقد قمم أخرى لحسابات خاصة لا علاقة لها بصلب الموضوع المتمثل في المذبحة والحصار والاحتلال.
لن تتوقف الصدمات بعد ذلك، حين يدرك المواطن أن القادة العرب لم يختلفوا فيما بينهم فحسب وإنما أصبحوا يكيدون لبعضهم البعض أيضا، وكان نصاب عقد القمة العربية إحدى ساحات ذلك الكيد، وهو ما كشف عنه رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم حين قال في مؤتمر صحافي: إن تلاعبا وتزويرا حدثا في احتساب أعداد الدول التي وافقت على عقد قمة الدوحة وإن الهدف منه كان إفشال القمة والحيلولة دون انعقادها.
قبل قمة الدوحة عقدت قمة خليجية عاجلة، وبعدها عقدت قمة أخرى دولية في شرم الشيخ حضرها بعض القادة الأوروبيين، واليوم تعقد القمة الاقتصادية المقررة سلفا في الكويت.
في العدد الأخير من مجلة 'نيوزويك' سئلت وزيرة خارجية إسرائيل: هل تشعرون بأنكم تتمتعون بدعم العرب المعتدلين؟
فردت قائلة: لا أريد إحراج أحد، ولكنني أعلم أني أمثل مصالحهم أيضا - قل لي بربك: ماذا يفعل المواطن العربي حين يقرأ هذا الكلام؟'.
ماذا يفعل؟ وهل هذا سؤال؟ لا يصدقه طبعا، ويصدق قول 'الأهرام' يوم الاثنين في أحد تعليقيها: 'لم تكتف مصر بالانجاز الذي حققته بإقناع إسرائيل بوقف القتال من جانب واحد، بل سارعت لدعوة قادة دوليين وإقليميين مؤثرين الى قمة في شرم الشيخ لضمان عدم انهيار الهدنة وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع ورفع الحصار عن سكانه وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، فبحكم خبرتها بالتعامل مع إسرائيل رأت القيادة المصرية أن تثبيت الاتفاق على وقف القتال يحتاج لجهود وتدخل أكثر من دولة لدى الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني لطمأنة كل منهما بالالتزام بوقف القتال أولا على ان تتم الاستجابة لمطالبتها تباعا وقيامها بمثابة شاهد وضامن لما يتم الاتفاق عليه'.