*محمد بوكحيل
زيارة الدولة التي قام يها الرئيس الفرنسي"نيكولا ساركوزي تركت كما كان منتظرا أنطباعا سيئا لدى عامة الجزائريين،لسببين أولهما أن بعض الأطراف التي سبقت الزيارة بتصريحات لم تكن معبرة عن رأي أغلبية الشعب الجزائري،وهذا له موضوع آخرومقام آخر،وثاني الأمرين، هو الحملة التي ينشطها ساركوزي تحت شعار التوجه إلى المستقبل ونسيان الماضي وهو يعي جيدا ما يترتب عن ذلك من نسيان الجرائم الفرنسية في الجزائر،طيلة قرن وربع قرن من عمر الاستدمار، وسبع سنوات ونصف من حرب مدمرة شنتها فرنسا بمعية حلفائها ضد الشعب الجزائري ، مستعملة كل وسائل الإبادة والدمار،" تقتيل تعذيب وتدمير ونهب ومحاولة المساس بالشخصية الوطنية والدوس على شرف أبناء الوطن باستعمال القوة والنار.
وقد كنا ومازلنا نعتقد أن زيارة ساركوزي مصنفة ضمن برناج حملته في السعي لمسحخ تاريخ الأمة الجزائرية وتغطية عارجرائم فرنسا الاستعمارية في الجزائر،فمنذ السنة الماضية وهو يتطاول على الجزائر،ففي تصريحصه لقناة الجزيرة خلال حصة زيارة خاصة السنة الماضية قلل من أهمية الثورة التحريرية، وخلال حملته الانتخابية قال أن وجود فرنسا في مصر والمغرب والجزائر على الخصوص، كان حلما حضاريا،و في رده رده على رئيس الحكومة الجزائري في ذكرى الثامن ماي أجاب باستهزاء قائلا: الذي يطالب به هذا ،شيء كثير، كثير( في إشارة إلى عبد العزيز بلخادم)،حين قال على فرنسا "الاعتراف بجرائمها في الجزائر"،وبنفس المناسية يقول سفيره أن أحداث الثامن ماي 1945،هي أحداث اليمة وقعت بين الاطياف ؟. لكن بالمقابل نرى فرنسا تطالب تركيا بالاعتذار والتعويض عما ارتكبه الأتراك في ارمينيا، لماذا الخطاب المزدوج؟.
ساركوزي وهويتأهب للزيارة قال: "إنني ذاهب إلى الجزائرعند أصدقائي، ذاهب عند أصدقائي لآتي بالملايير؟.. وخلال الزيارة ينصح الشباب الجزائري بالتوجه نحو المستقبل؟لاتهتموا بالماضي، اي" بما جاء في التاريخ"- وبدل أن يعترف بما قاموا به من جرائم والاعتذار باسم بفرنسا الديمقراطية ، راح يسوي بين الجزائريين المجاهدين في سبيل دينهم و تحريروطنهم والمرتزقة المستقدمين من فرنسا والخونه المنضويين تحت لوائها دون أن يذكر ولا مرة الثوارالمجاهدين، وقد أعلن وزيره "كوشنير"من الجزائر عاصمة اللاد وعاصمة شرقها مهد الثورة ومعقل الاحرار،أن لسانه لايريد ذكر اسم وزير المجاهدين،ألف سؤال يطرح هذه المواقف ،لكن الاجابة واضحة،هذه هي صورة العنصرية الفرنسية وحقد الاستعمار البغيض..عاد ساركوزي بالهدايا والمليارات الى فرنسا وسارع ليحتفل بيوم الحركى يفضلهم على قوافل الشهداء، ويعدهم بمنحهم حق العودة للحزائر؟؟. هذه أمور كنا نتوقعها ليس من باب التخمين أوقراءة الغيب، لا، أبدا،فمواقف الرجل معلنة ، ومعاداته للعروبة والاسلام شهيرة كما أسلفنا وهو حر فيما يذهب اليه كفرنسي في وطنه،لكن ليس له أن يتعدى حدود اللياقة تجاه الشعب الجزائري ويشتمه في عقر داره بعدما تحرر هذا الشعب من عفن الاستعمار الفرنسي بفضل قوافل الشهداء من رجال ثورة نوفمبرالمباركة(54-62)،.
إذا ،جاء ساركوزي وذهب، شتم الجزائريين كما أراد،أخذ الملايين كما قرر، وعاد وهو يحل البشرى للحركى والخونة الذين أختاروا نصرة فرنسا بالأمس القريب.هكذا ،الضعيف صار قويا أمام الموتى،والمحسوبين على الجزائر،في غياب الأنفة وفقدان البعض لكرامته،أظهرت صور لجزائريين يستقبلون الضيف العدو،والحقيقة مزبفة، فهي أجسام فرنسية في جلود جزائرية،هي أقنعة دقيقة الصنع في مواقف مصطنعة دبرت لتجميل الصورة الاستعمارية البشعة وتغليط الشباب الذي لم يعايش الحقبة الاستمارية،وهي محاولة يائسة صادرة عن بعض الضالين الذين يعرفون الشعب الجزائري ويعرفهم،ماذا عسانا أن نقول لمن يسمع الشتم ويستصغه؟ومن نقول لمن يصفق لقاتل جده وعمه وخاله وأهله؟وماذا نقول لمن يرضى الاهانة والذل؟.
وليعلم هؤلاء أن العدو لا ولن يتحول الى صديق،وقد تأكدوا أن ساركوزى أكثرب من الإقرار بالجرم "جرائمهم حين قال في اشارة الى الحقبة الاستعمارية:التي قدمت فبها الجزائر ملايين الشهداءإالتعاون بالجزائر وفرنسا من أجل مستقبل اتحاد دول حوض المتوسط ضروري للغاية للتغلب على الآلام التي خلفتها حرب الجزائر" أقترب خطوة ،وابتعد عن ذلك بخطوات في زيارة واحدة، هوتلاعب بمشاعر أصدقائه،ورماها في دائرة الصبايا،وتلك أكبر الإهانات.وما دام رئيس الجمهورية ووزير الخارخية وحدهما بتحدثان باسم الجزائر في الخارج عليهماأن يطلبا من ساركوزى الاعتدار على المساس بالقيم النوفبرية،والاسراع في الاعتدار عن الجرائم والتعويض عن الاضرار المعنوية والمادية التي الحقتها فرنسا الاستعمارية يالجزائر