مهام هذه المؤسسة التي تعنى بتكوين أعوان الدرك الوطني الذين يتعاملون مع الكلاب الخاصة بالمساعدة في تقفي كل أنواع الجرائم، زيادة على إسهامها الكبير في الكوارث الطبيعية كالزلازل، حيث ساعدت على تقفي مئات الأشخاص في زلزال بومرداس 2003 وشلف 1981 بالإضافة إلى فيضانات باب الوادي وغرداية.و الجزائر وصلت منذ 2007 لتغطية كامل التراب الوطني بفصائل ووحدات وفرق سلاح الدرك الوطني وحرس الحدود التابع له بأعوان مختصين في التعامل مع الكلاب المدربة، وما تقوم به هذه الكلاب المدربة في كبح الجريمة واقتفاء أثر المجرمين عبر ربوع التراب الوطني : وركيزة الكؤسسةهو الكلب الألماني الدي يرتبط تاريخيا بمساره في الحرب العالمية الثانية، حيث أبدع هذا الكلب في مساعدة قوات الحلفاء في النصر المحقق في العام 1945 ضد قوات المحور بقيادة ألمانيا النازية، حيث أبهر القادة في كشف الأسلحة والذخيرة والكمائن بالإضافة إلى وفائه الشديد. وبالنسبة لإمكانية الاستفادة من أنواع أخرى من الكلاب أكد قائد المؤسسةأن ذلك واقع فعلا، حيث أصبح من الممكن هذا المركز القيام بعمليات التزاوج بين أجناس مختلفة من الكلاب، من جهة أخرى أكد القائد أن الكلاب قد تعودت على مناخ التراب الوطني بفسيفسائه، مشيرا إلى أنها الأمور تسير على أحسن وجه. كما عاد للتنويه بالدور الذي يقوم به المركز في تكوين أعوان الدرك من الدول الصديقة والشقيقة بالإضافة إلى فرق خاصة من الجيش الوطني الشعبي، وهي المهمة التي اضطلع بها هذا المركز منذ العام ,1963 حيث عمدت له الكثير من إعداد المهمات الخاصة وتكوين الأفراد العسكريين كمسيري الكلاب المدربة ومساعدي المروض وقادة الأفواج.
ومن ابطال المؤسسةالكلب مالموا الدي يعثر على المخدرات ''وين يسكن الشيطان'' في أقل من 60 ثانية. وفي التجربة الالى : مالموا أول من بادر بالقيام بمهمة العثور على المخدرات التي كان العون الدركي المكلف به قد أخفاها في مكان يصعب الوصول إليه، حيث جرى إبعاده قبل إعطائه الإشارة، وفي أقل من دقيقة بدأ النباح كدلالة على استشعاره لوجود كمية من المخدرات كانت موجودة بين المقطورة ورأس الشاحنة ومع سحب الدركي لقطعة المخدرات حتى انهالت عليه تصفيقات الحضور.
التمرين الثاني.. كلب مدرب يقتفي مادة TNT في أقل من 50 ثانية
مع ما عانته الجزائر في حقبة التسعينات من التفجيرات التي مست كل مرافق الحياة، أثبتت الكلاب المدربة لسلاح الدرك الوطني أنها كانت لحد بعيد قد أنقذت أرواح الآلاف من المواطنين، وهو ما أثبته التمرين الذي شاهدناه في مقدرة أحد الكلاب على الوصول إلى تحديد مكان المتفجرات شديدة الانفجار أو ما يصطلح عليها بمادة TNT، حيث استطاع الكلب التابع لسلاح الدرك الوطني تقفي مكانهما في أقل من 50 ثانية، حيث وضعت في أسفل هيكل الشاحنة ومع ذلك اقتفى أثرها. ولاحظنا في هذه المرة أن هذه الفصيلة لا تقوم بأي نباح، حيث لوحظ أن الكلب المدرب ينخفض إلى الأرض في شبه وضعية انبطاح، وأوضح السيد المقدم ابراهيمي أن الكلب يدرب لكي لا يلمس المتفجرات بيديه لكي لا تنفجر هذه المادة خلال أية ملامسة لها.
التمرين الثالث.. الكلاب المدربة وقدرة اقتفاء آثار السلاح والذخيرة الحية في لحظات
بنفس الطريقة التي تم بها اقتفاء آثار مادة TNT تقريبا، استطاع الكلب المدرب الثالث النجاح في مهمة اكتشاف سلاح فردي من نوع ''ماغنوم'' وهو الأمر الذي أثبت مقدرة الكلاب المدربة على إحباط عشرات ومئات العمليات الخاصة بتهريب السلاح والذخيرة بين كافة ولايات الوطن، لاسيما أثناء سنوات الرعب والإرهاب.
التمرين الرابع.. الكلاب المدربة وعمليات إلقاء القبض على مجرم يطلق النيران
عرض آخر لا تقل أهميته عن باقي العروض من حيث الآثار والأهمية، وهو المتعلق بإيقاف عنصر خطير بادر بإطلاق النيران وبالذخيرة الحية على أعوان الدرك الوطني الذين طالبوه بتسليم نفسه، حيث ينطلق الكلب المدرب مهاجما إياه ما يفقده توازنه، حيث يستحوذ على السلاح ويعود للسيطرة على المجرم الذي يحاول الكلب الإفلات منه لكن دون جدوى، حيث يصعد من الإمساك بالمجرم الذي يستسلم للأمر الواقع.
مصلحة البيطرة والسهر على صديق الدركي
عقب العروض التي قدمت لنا، اتجهنا إلى مصلحة البيطرة التي استقبلنا فيها ضابط برتبة نقيب من الجيش الوطني الشعبي يتبع مصلحة الصحة العسكرية والذي استرسل في تقديم مجموعة من الشروحات للكيفية التي تتم بها معالجة الكلب المدرب التابع لسلاح الدرك الوطني، حيث تم قياس نبضات القلب الخاصة به، وأخضع لعملية تدليك بالدواء الخاص به (مرهم) قبل أن يتم إخضاعه لفحص الأشعة في قاعة خاصة بذلك. ثم دخلنا إلى الصيدلية حيث أظهر لنا النقيب المواد الغذائية التي يتناولها الكلب المدرب، بالإضافة إلى نوعية الأدوية التي تستخدم لعلاجه في حالة الإصابة، كما توجهنا عقب ذلك إلى المكان المخصص للكلب المدرب في حالة تعرضه للإصابة، حيث يقضي فترة نقاهة للتماثل للشفاء. ومع نهاية جولتنا إلى مركز التدريب السينوتقني للدرك الوطني قدمت هدايا لكافة نادي الربيع لذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال الأيتام، حيث ودع قائد المركز السيد المقدم الضيوف متمنيا للجميع زيارات أخرى لهذا المركز في مناسبات أخرى.
مع بعض التعديلات