أبطال عرب نسيهم البعض

عاش الجيل الصاعد في ظل إعلام انقسم إلى قسمين ؛ قسم حكومي سفه كل الرموز وجعل هناك رمزاً واحداً هو الزعيم ، وقسم أيديولوجي انتقد وكفر ووصف بالتخلف والرجعية كل من يخالفه ، فضاعت أسماء ونسينا قيمة أسماء ... لذلك لا بد من تأملات في الموضوع.


هذه بعض الأسماء وليست كلها لعل وعسى فتحنا كتب التاريخ وعرفنا أن فيها شرف كبير لنا ، سأبتعد عن الرموز الدينية لأنها تدرس في المدارس ،ولن أذكر الأسماء التي يرددها الإعلام يومياً مثل عمر المختار أو زعماء الثورة الفلسطينية الحديثة مثل الشيخ أحمد ياسين وغيره...فالهدف فتح باب جديد للقراءة والتعرف على الناس.

1- جمال عبد الناصر زعيم عربي وحدوي لم يحارب دين الإسلام ولكن حارب حزب يحمل اسمه ، وجب التنويه إلى أنه قدم لمصر ما لم يقدمه أحد في العصر الحديث وما تأميم قناة السويس وبناء السد العالي ووضع بنية الطرق عنكم ببعيد ... وجب التنويه إلى أن من يحارب الإخوان المسلمين ليس بكافر!.

2- عبد القادر الجزائري ليس سلفياً تكفيرياً ولم يكن مؤسس تنظيم إرهابي بعد الانتخابات كما أخبرني أحد الشباب عندما سألته ، هو أمير المقاومة الجزائرية ضد فرنسا ومات مبعداً في سوريا وكان عالم دين وفيلسوف وشاعر .. لكن رجاء تذكروا أنه عاش ما بين 1808-1883 وبالتالي ليس هو من حرر الجزائر من الاستعمار الفرنسي لكنه بطل نضعه على رؤوسنا من فوق.

3- عبد القادر الحسيني رمز أخر لا يعرفه كثيرون ، هو قائد المتطوعين الفلسطينيين في حرب عام 1948 التي خسرنا بموجبها جزء كبير من الأرض المقدسة ، استشهد وهو في أرض معركة القسطل عام 1948 وعمره 38 عاماً فقط ... هو مجدد النضال الفلسطيني ضد بريطانيا والعصابات الصهيونية وكي نتعلم أكثر عنه قاوم مع العراقيين ضد الاستمعار أيضاً.

4- محمد الخامس بن يوسف ملك مغربي خسر سلطانه بسبب دعمه لمصلحة المغرب ووحدته ورفض الإملاءات الفرنسية وتم نفيه لكن الشعب اختاره ، محمد الخامس هو الرجل الذي استقلت المغرب في عهده وكسبت من أراضيها ما كسبت ليحافظ على وحدة البلاد وحريته.

5- يوسف العظمة قائد سوري عظيم رفض بيع سوريا للفرنسيين بالمجان ، فواجه وقاتل في معركة ميسلون عام 1920 وسقط شهيداً فداء كرامة وطنه وللعلم لم يكن مطالب بالقتال لأنه وزير حربية ومن أشهر ما تركه لنا قوله : " معاذ الله أن نستسلم لليأس والقنوط".

6- جون جمال ضابط سوري فجر بارجة فرنسية أثناء العدوان الثلاثي على مصر بزورق سريع ، جون عكس المعادلة وجعل المعتدين يعدون لعشرة قبل أي هجوم جديد.

7- الملك فيصل بن عبد العزيز ملك السعودية الراحل عام 1975 باغتيال لمواقفه البطولية الشهيرة ، يوماً ما قال لرمز الدهاء الأمريكي كيسنجر : " حلمي أن اصلي في القدس" ، ودفع ثمن هذه الكلمة حياته شهيداً خالداً في قلب كل حر عربي.

8- الرائد الطيار فراس العجلوني ، أردني رفض الاستسلام والهروب في حرب عام 1967 تحت قصف العدوان الصهيوني فأصر وأقلع بطائرته رغم استحالة الأمر لكنه أثبت بأن الحرب لا تصلح للجبناء .. واجه وجابه ويقال أنه أول من قصف العمق الإسرائيلي ليستشهد بعد ذلك.

هذه مجرد بعض الأسماء التي يجب أن نذكر فيها كل يوم ، فليس أبطالنا من يخرجون الآن ليتحدثوا بطائفية مقيتة ولا انهزامية جبانة ... كم نتمنى يوماً أن يكون منهاج التاريخ في المدارس موحداً في العالم العربي ويتكلم عن البطولة وليس عن التاريخ الفرنسي والصيني!.