جهاز 'سوتر'
منذ اقل من نصف عقد من الزمن طورت شركة BAe البريطانية المتخصصة بالانظمة الدفاعية والطيران لمصلحة سلاح الجو الاميركي، جهاز حرب الكترونية معلوماتية اطلقت عليه اسم سوتر Suter وهي كلمة هجين من كلمة تعني 'خط الاتصال'.
ويعمل هذا الجهاز المحمول جوا كسلاح خارق للانظمة المعلوماتية للعدو، وتمت تجربته بصورة محدودة في افغانستان والعراق من قبل سلاح الجو الاميركي في العام الماضي اول مرة حيث استخدم لاختراق شبكات الاتصال التابعة للجماعات الارهابية. والجهاز المذكور يمكنه الولوج الى اعتى شبكات الاتصال والتحكم والقيادة للعدو والتنصت عليه ومشاهدة الصورة نفسها التي يشاهدها العدو في الوقت نفسه على شاشات راداره، ومن ثم ارسال سيل من الاشارات المعلوماتية للاستحواذ عليه دون ان يشعر العدو بذلك، والتحكم به عن بعد وارسال اوامر لتضليله واعطائه اوامر مباشرة لحجب طائراته عن العدو والتلاعب بمعطياته.
من جهة اخرى، يعمل جهاز 'سوتر' المصنف كأداة للقرصنة الكمبيوترية 'الهاكرز'، ايضا كسلاح للطاقة، فهو يعتمد على بث موجات المايكروويف عالية الطاقة التي يتم تطوير اسلحة مشتقة منها تعمل من خلال رادارات الطائرات المقاتلة، لتقوم بتسليط اشعتها على صاروخ جوال على سبيل المثال ومن ثمة حرفه عن مساره او الدفاع عن نفسها عبر حرف مسارات الصواريخ المضادة للطائرات التي قد توجه اليها من قبل العدو.
وقد نجحت شركة BAe بصنع جهاز يجمع ما بين طبيعة عمل اشعة الليزر وموجات الرادار، ولكن على هيئة موجات مايكروويف ذات بث يتجاوز 10 غيغاهيرتز، وتم تصغير المجسات الى احجام لا يتجاوز طولها 10 سم بحيث لو تم تجميع مائة منها فلن تتجاوز المساحة التي ستشغلها المتر المربع الواحد، ويبث الجهاز موجاته بسرعات فائقة تقاس باجزاء من الثانية (نانوثانية).
يشار الى ان هذه الاجهزة قد باتت متطورة لدرجة انها يمكن ان تقوم بتعطيل صواعق المتفجرات والعبوات الناسفة التي قد يستخدمها الارهابيون، كما هناك انباء تشير الى ان الجيل الثالث من اسلحة الطاقة ستقوم ليس فقط باستخدام اجهزة العدو لمصلحتها وتعطيلها وحسب، بل وحتى في توجيه اسلحته الموجهة كالصواريخ البالستية ارض - ارض مثل سكود وغيرها من الاسلحة ضده من خلال اعطائها اوامر معاكسة فتنحرف عن العدو.