شرع فريق تقني متخصص من وزارة الدفاع الوطني قبل يومين في تجهيز 30 مركزا عسكريا متقدما بنظام متطور للمراقبة عن طريق الفيديو سيسمح بمراقبة أفضل للشريط الحدودي الشرقي حسب ما كشف عنه مصدر عليم لـ”البلاد”. وتأتي هذه الإجراءات الجديدة بعد أيام قليلة عن لقاء القمة الذي جمع الوزير الأول عبد المالك سلال برئيس حكومة تونس مهدي جمعة في ولاية تبسة الحدودية القريبة من مرتفعات جبل الشعانبي. وأوضح مصدر ”البلاد” أن عتاد المراقبة عن طريق الفيديو الذي وضع بهذه المراكز المتقدمة ”سينقل في الفترة الليلية صور فيديو من خلال الأشعة تحت الحمراء على مسافة تمتد لأكثر من 300 كلم”. وتأتي مهمة تزويد الشريط الحدودي بمراكز مراقبة مزودة برادارات رقمية في إطار برنامج تجهيز يشمل جميع الوحدات العاملة قرب المناطق الحدودية. وأفادت مصادر موثوقة لـ’’البلاد’’ بأن قوات الجيش الوطني الشعبي ومصالح الدرك الوطني وحرس الحدود وضعت جميع القوات العاملة على الشريط الحدودي الشرقي مع الجمهورية التونسية وليبيا محل استنفار دائم. كما أشار المصدر إلى أن استعمال هذا النظام الخاص بالمراقبة عن طريق الفيديو سيمكن أيضا من توجيه أفضل لدوريات المراقبة. ويندرج إنجاز هذه المراكز المتقدمة في إطار المخطط العملياتي الذي يستهدف تعزيز حماية الحدود بتقنيات متطورة. وقال مصدر أمني إنه إضافة إلى التجهيزات فقد تدعمت القوات العسكرية المرابطة على الحدود بفرق متنقلة مدربة بطريقة جيدة، بغرض التدخل في حالة تلقيها نداء من قوات حرس الحدود، على أن تتحرك هذه القوات عبر طائرات الهليكوبتر ومروحيات حربية، عند الحاجة لتنفيذ هجمات محددة، موضحا أنه سيتم أيضا نشر عتاد جوي جديد مثل طائرات الاستطلاع على طول الشريط الحدودي، مع إنشاء قواعد عسكرية جوية جديدة لطائرات الهليكوبتر في الشرق بهدف نقل قوات التدخل المختصة، مشيرا إلى أن القواعد الجوية لطائرات الهليكوبتر سهلة الإنجاز والصيانة، ولا تحتاج إلى مساحات ومدرجات طويلة لهبوط الطائرات. وقال المصدر الأمني بخصوص الإجراءات التي تعتزم الجزائر تبنيها في إطار التنسيق لمواجهة المد الإرهابي القادم من جبل الشعانبي بغرض حماية حدودها، إن التهديد لا يأتي فقط من بلدان الساحل، حيث تتواجد الجماعات الإرهابية بقوة وخاصة في شمال مالي، بل هناك أيضا تونس وليبيا أين طفت ظاهرة المتاجرة بالأسلحة منذ اندلاع الثورة الليبية في بداية 2011........
و.د.و