الجزائريون لا يفكرون في مواجهة عسكرية ويأملون في تطبيق مخطط بيكر
أبلغ السفير الأمريكي بالجزائر مساعد وزير الخارجية، ديفيد ولش، عشية زيارته للجزائر، في فيفري 2008، أن الجزائريين ''لا يفكرون أبدا في الدخول في نزاع مسلح مع المغرب''. وأن القادة الجزائريين يعتبرون استفتاء تقرير المصير في الصحراء ''قضية مبدأ''.
نشر موقع وكيليكس، أمس، برقيات جديدة عن مراسلات من السفارة الأمريكية بالجزائر، موجهة لديفيد ولش، مساعد وزير الخارجية آنذاك، تضمنت صورة عما يجري في البلاد على جميع الأصعدة. ومن أهم ما ورد في البرقيات المختومة بطابع السرية، أن ''القادة الجزائريين حريصون على استقرار المغرب''، وأنهم ''لا يفكرون أبدا في الدخول في نزاع مع المغرب''.
وسعت مراسلات السفير إلى توضيح الرؤية لموفد الخارجية بخصوص موقف الجزائر من الصحراء الغربية، جاء فيها بأن ملف الصحراء ''هو أهم ملف بالنسبة للحكومة الجزائرية''. وعبّر السفير لمساعد وزير الخارجية عن قناعته بأن المسؤولين الجزائريين سيحدثونه عن نزاع الصحراء عندما يلتقيهم خلال زيارته. وأضافت البرقية: ''الحكومة الجزائرية لازالت تأمل في تنفيذ مخطط بيكر لحل نزاع الصحراء رغم تأكيدنا في كل مرة بأنه انتهى''. وأضافت البرقية بأن الجزائريين يترقبون رحيل إدارة الرئيس جورج بوش الموالية للمغرب، على أمل أن يتغير الموقف الأمريكي من نزاع الصحراء الغربية.
وعرض السفير على مساعد وزير الخارجية نظرة المسؤولين الجزائريين لمسألة عودة معتقلي غوانتانامو. فهم، حسبه، يرفضون رجوعهم إلى الجزائر. مشيرا إلى أن الحكومة ''أبلغتنا بأنه بإمكاننا إعادتهم إلى البلدان التي تعرضوا فيها للاعتقال، أي أفغانستان وباكستان''. وطلب السفير من ديفيد ولش أن يبلّغ المسؤولين الجزائريين بأن قضية معتقلي غوانتانامو ستزداد أهمية مع مرور الوقت خاصة مع اقتراب موعد غلق السجن.
وبخصوص مقر القيادة الأمريكية بإفريقيا المعروفة اختصارا بـ''أفريكوم''، ذكرت برقية السفير المرسلة إلى ولش، أن المسؤولين الجزائريين ''يرفضون التعاون حول هذا الأمر''، بمعنى أن الجزائر متحفظة على إقامة القيادة في أي بلد إفريقي، وبالتالي فهي ترفض مناقشة الموضوع. وتوصلت عصارة ملاحظات السفير إلى النتيجة التالية: ''الجزائريون لا يرغبون في إقامة تعاون عسكري مع الأجانب''.