القاغد تفرخ فى كل بلد و نبدل اسمها من بلاد لاخر
حزب التحرير وثورات شباب العرب
ظلّ حزب التحرير منذ نشأته قبل ستين عاما "يفَكِّر وَيُقَدِّر"، ولكن لا جدوى من تفكيره وتقديره وتخطيطه وتآمره، ".
وكان على هذه الجماعات أن تخجل على نفسها، بل تذوب خجلا حين نجحت مجموعة من الشباب في تغيير الخارطة السياسية في عدد من البلدان.. بينما ظلّت هذه الجماعات تراوح مكانها عقودا طويلة، حتى توفي مؤسس كل جماعة وجميع من عاصر فترة التأسيس من دون تحقيق الهدف.
وبعد أن ثار الشباب مطالبين بالحرية -التي لا يقلّ عداء المشايخ لها عن عداء الحكام الزائلين- لوحظ تحرك لهؤلاء المشايخ محاولين أخذ زمام المبادرة، أو على الأقل أخذ مكان لهم.
أما حزب التحرير السوري فقد فاق الجميع في أحلامه وأوهامه، ويبدو أنه لا زال يعيش في المريخ، فقد أصدر بيانا البارحة زكّى فيها قيادته وأفراده قائلا: "نعلن أننا على استعداد لحمل هذه الأمانة وقيادة الأمة القيادة الرشيدة". بينما قال الله تعالى {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} (النجم 33).
فما داموا على استعداد فقد قضي الأمر! وكأن هذا هو الذي ينقص الناس! ولا يعرفون أن ملايين الناس يزعمون هذا الزعم، ويرون أن قيادتهم رشيدة، وأنهم منقذو الأمة، وأنهم الحاكمون بما أنزل الله.
لو كان عند هذه الأحزاب دم لحلّت نفسها، فهي السبب في إطالة أمد الظلم والاستبداد، وإلا فإن دول العالم كله قد تحررت من الدكتاتورية منذ عقود، ولكن حكامنا ظلوا يبررون بقاءهم واضطهادهم بوجود المشايخ الدمويين الذين سيجعلون الوضع أسوأ مما هو عليه.
قبل أن يتوهم هذا الحزب بقدرته على إقامة الدولة العالمية الواحدة التي مركزها الشام كما قال، نطالبه بأن يتفق مع جماعة إسلامية أخرى على إصدار بيان مشترك في مسألة هامة، فإن لم يستطع –ولن يستطيع- فلا داعي لإضاعة الوقت، فليسارع في تفكيك نفسه، وإلا فلم يعُد لمثل هذه الأفكار مكان الآن.
إن هدم الدكتاتوريات العربية سيهدم معه الفكر الإسلامي الكاره للحرية الفكرية المؤصل للاستبداد. لا أرى أن الشعوب تقبل بعد اليوم أن يقوم فيها حاكم يتبنى أفكار حزب التحرير في نظام الحكم، والذي لا ينافسه في الاستبداد سوى الطالبان. فهذا الحزب له أفكار محددة وواضحة جدا، وهي مرفوضة جدا من الغالبية العظمى من الشعوب، على عكس الإخوان المسلمين الذين ليس لهم فكر واضح، بل يميلون مع الجماهير حيث مالت، لذا فإن لهم مستقبلا في مختلف البلدان، ولكن بجلد جديد.
هذ يحتّم على هذه الجماعات أن تنحلّ وتنتهي وتتوب عما سببته من أضرار سياسية وفكرية وأخلاقية.